الصحة النفسية للإطفال"
مقدمة :
من خلال الجلسات الفردية وجلسات العلاج النفسي الجمعي ينكشف الستار عن اضطراب العلاقة بين الأبناء والآباء، ويكون هذا الاضطراب من أهم العوامل المهيأة والمترسبة للاضطرابات النفسية لدى الطرفين، وفي أغلب الحالات تضطرب هذه العلاقة دون قصد فالوالدان بدافع فطرى يريدان السعادة والنجاح لأبنائهما ولكنهما أحياناً يفقدان الطريق الصحيح من غير قصد فيتورطان في الإفراط أو التفريط وتكون النتيجة في الحالتين اضطرابا نفسياً في الطفل اللذين أحباه ودفعا حياتهما ثمناً ليكون سعيداً.
ومما يزيد الأمر صعوبة في بيئتنا الشرقية أن اضطراب العلاقة بين الآباء والأبناء يظل تحت غطاء ساتر طوال الوقت ولا ينكشف إلى في ظروف شديدة الخصوصية كالعلاج النفسي الفردي أو الجمعي أو العائلي، أما في غير هذه الظروف فإن الأبناء –غالباً- لا يجرؤن على الاقتراب من هذه المنطقة الحساسة وهم في حالة الوعي العادي، أما الآباء فإن لديهم اعتقادا بأنهم قدموا أفضل ما عندهم لأطفالهم، ولكن تمرد الأطفال وعصيانهم للأوامر هو الذي جعلهم في حالة اضطراب.
وقد تراكمت معلومات مفيدة في السنوات الأخيرة حول أفضل الوسائل للوصول إلى الصحة النفسية للطفل وعلاج الاضطرابات النفسية لديه، وقد أصبح هناك تخصص مستقل في الطب النفسي يسمى طب نفس الأطفال
Child Psychiatry،