نيروبي (رويترز) - تزايدت المخاوف يوم الاثنين بخصوص احتمال الا تنتهي الامطار الغزيرة التي قتلت العشرات في افريقيا وشردت مئات الالاف ودمرت المحاصيل مع انتهاء موسم الامطار بل وأن تؤثر على مناطق نجت حتى الان من الفيضانات.
وقالت تاسيما نيجاش ممثلة برنامج الغذاء العالمي في اوغندا " تقديراتنا تشير الى ان الفيضانات من المرجح ان تسوء او تظل على نفس المستوى حتى اكتوبر (تشرين الاول) او بداية نوفمبر (تشرين الثاني)."
ويقول خبراء ان المياه المرتفعة قد تجتاح مناطق لم تتأثر بعد خلال الايام التالية مثل المناطق الوسطى من أوغندا.
وقال موسى ايكويرو وزير الاستعداد للكوارث في اوغندا حيث تأثر بالفعل 300 الف شخص وقتل تسعة على الاقل "نحن ندعو المجتمع الدولي الى ان يهب لنجدتهم قبل ان يفوت الاوان."
ولقي العشرات حتفهم في اكثر من 12 دولة اغلبها دول تعرضت لنوبات طويلة من الجفاف والان يغرقها المطر المدرار الذي يدمر القرى ويجرف المحاصيل والمواشي وهي حجر الزاوية في اقتصاديات افريقيا النامية.
وفي شتى انحاء القارة لجأ النازحون الى المدارس المهجورة والكنائس كما يقيمون تحت أغطية من البلاستيك.
ويخوض الاطفال الصغار في المياه وهم يحملون الكتب فوق رؤوسهم في الحقول التي غمرتها الفيضانات بينما يقف أهالي القرى فوق حطام المنازل المغطاة بالطين يبحثون عن اقاربهم المفقودين.
وفي شتى انحاء شرق افريقيا لاقى حتى الان اكثر من 90 شخصا حتفهم بسبب الفيضانات والامراض التي تنقلها المياه ومنهم 63 على الاقل في اثيوبيا.
وفي غرب افريقيا يقول مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ان الفيضانات اثرت على نصف مليون شخص. ويقول الاتحاد الدولي للصليب الاحمر ان 87 شخصا قتلوا في الشهرين الاخيرين غالبيتهم في نيجيريا.
غير ان هذه الارقام تقريبية حيث ان عواصف البرد والانهيارات الارضية والجسور المنهارة تعرقل جهود الاغاثة.
وفي كينيا ترك 20 الف شخص منازلهم في المناطق الزراعية في جنوب غربي البلاد مخلفين وراءهم اراض قفرا تحفل بالمحاصيل التالفة والمواشي الغارقة.
وقالت الينا فيليا رئيسة بعثة اطباء بلا حدود "هؤلاء المنكوبين يعتمدون في رزقهم على الزراعة.. سيكون للفيضانات تأثير اقتصادي هائل على كينيا."
ويقول برنامج الاغذية العالمي انه يحتاج الى 29 مليون دولار في اوغندا لمكافحة الازمة في دولة يثقل كاهلها الاف اللاجئين من الكونجو المجاورة واكثر من مليون شخص يعيشون في مخيمات النازحين من الحروب في الشمال.
ويقول خبراء انه مع ازدحام مخيمات النازحين بسرعة كبيرة في دول في شتى انحاء وسط أفريقيا افقر قارة في العالم يتزايد خطر انتشار الامراض بسرعة.
وقال بن براون المنسق الاقليمي للهيئة الوطنية لادارة الكوارث في غانا لرويترز "نحن بحاجة الى الدواء لاننا نتوقع تفشي الاسهال والكوليرا."
وتأثر شمال غينيا على نحو خاص وطلبت السلطات هناك مساعدة دولية لتوفير الطعام والكساء والمأوى لعشرات الالاف الذين نزحوا بسبب ارتفاع المياه التي اودت بحياة 18 شخصا على الاقل.
وقال براون "الملاريا قد تكون متوقعة لان لدينا مياها راكدة وسيتكاثر البعوض."
وفي توجو المجاورة حيث لقي 20 شخصا حتفهم منذ الشهر الماضي ارجأت السلطات الاسبوع الماضي بدء العام الدراسي الجديد لمدة شهر بعد ان اصيبت 46 مدرسة باضرار.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة انه يخشى الان من اسراب الجراد الذي يلتهم المحاصيل في مالي والنيجر.