كتب : هيثم نبيل
هي فوضى ؟ هذا هو التساؤل الذي يطرحه يوسف جاهين في فيلمه الجديد ويبدو أنه يتكلم عن حالة دولة بالكامل أصبحت تحيا وتعيش في حالة فوضى عارمة .
وفي كرة القدم .. لم يعد هناك في مصر – أمل – أن نجد نظام محدد يحكم أي شئ ولا طريقة معينة نتحاسب بها أو قانون يحكم الجميع لأن القانون – للأسف الشديد – تفصيل !
لن أعود مرة اخرى لمشكلة عمرو زكي وما حدث فيها لأن المشكلة بالنسبة لنا كإعلام – محترم – إنتهت فور أن تم الإعلان عن عقوبة عمرو لأن الموضوع لا يحتمل أكثر من ذلك – لاعب أخطأ وتم عقابه – وأغلبية جماهير الزمالك التي علقت على ما كتبناه من قبل عن هذه الواقعة أيدت العقوبة ولكن كان تعليقها الوحيد أن يتم التعامل بنفس الطريقة مع أي موقف مماثل وهذا حقها وهذا طبيعي .
ولكن أن يأتي مذيع تلفزيوني – ينتمي لنادي الزمالك - في برنامج تلفزيوني يذاع على الفضائيات ويأتي بواقعة مشابهة لواقعة عمرو زكي حدثت منذ أكثر من ثلاثة أعوام مع لاعب من الفريق المنافس ويعرضها على الجمهور ( وكأنه يرد على الكابتن شوبير المنتمي للنادي الأهلي ) فهذا لا يحمل إلا معنى واحد وهو أنه يريد أن يسكب البنزين على النار ويريد أن يكسب – أي رصيد – لدى جماهير ناديه بشكل – بصراحة غير أحترافي بالمرة – وفي النهاية يتكلمون عن – الجماهير وعدم إثارة الجماهير وكلام فاضي كثيرا ما نسمعه - .
المشكلة أننا أصبحنا بالفعل نعيش في فوضى .. أنت زملكاوي فيجب أن تساند الزمالك – ظالما أو مظلوما – وبالعكس طبعا مع الأهلي وأي نادي أخر .. ولأننا شعب عاطفي نعشق كل من يخاطب عاطفة داخلنا مهما كان الإسلوب ومهما كانت الطريقة فنحن نتعامل مع مثل هذه الأمور على أنها حقائق ومسلمات غير قابلة للجدال .
مجلس إدارة الزمالك أعلن الحرب على شوبير .. لأنه قال أن زكي يستحق العقوبة أو لأنه قال العقوبة قبل أن يتم توقيعها من إتحاد الكرة – وهذا خطأ من الكابتن شوبير – ولكن الخطأ الأكبر أن يتعامل مجلس إدارة الزمالك مع الموقف بطريقة – خلوها فوضى – وأن يقول مجلس إدارة الزمالك في بيان له أنه يقدر – الغضب المبرر – من جماهير الزمالك فهذا معناه موافقة ضمنية على أي تجاوز قد يقوم به أي فرد ويقول أنه منتمي لنادي الزمالك .. وهو ما حدث فعلا حيث قام شباب – لا نعرف زملكاوي كان أم أهلاوي أو حتى ما لوش في الكورة – وأرسل رسالة تهديد الى الكابتن شوبير .. هذه هي الفوضى .. وهذا هو الكلام الذي لا نقبله .. فلا جماهير الزمالك مجرمة كي تهدد بالقتل .. ولا الموقف أصلا يحتاج هذه الضجة الغير مفهومة وكل ما في الأمر أن البعض إستغل هذه الفوضى ليمارس الفوضى بمعناها الحقيقي !
هذه الفوضى تنذر بكارثة .. إذا ما وضعنا في الحسبان أن جماهير الكرة – الشعب يعني – لم يعد يحتمل أي نوع من أنواع الضغط على أعصابه ومخاطبة كل ما هو – خطير بداخله – فهذا الشعب الذي لا يجد الماء .. ولا رغيف العيش المحترم .. ولا فرصة عمل .. ولا عارف يتجوز .. ويجد من يقول له " أنت مضطهد – زملكاوي يعني – أو أنت ما فيش زيك أساسا وأنت لا تخطئ – أهلاوي يعني – او انت مواطن درحة تالتة – إسمعلاوي يعني – فهذه كارثة تعني ببساطة أنك أمام شعب جاهز – للإنفجار في أي لحظة – وقد تكون هذه اللحظة مباراة في كرة القدم ! فأرجوكم لا تستهينوا بهذه الحالة الرهيبة الموجودة في كرة القدم الأن لأنها تعبير حقيقي لحال مجتمع فهناك من يرى نفسه – مضطهد بالفعل – ومن يرى نفسه – فوق مستوى البشر – ومن يرى نفسه أنه – المنسي – وكلهم ويالا العجب يشجعون كرة القدم ! ويجتمعون في ملعب كرة القدم !!
في ظل هذه الفوضى الواضحة تماما .. وكالعادة سنجد من – يطبل – ويقول كله تمام والحياة لونها بامبي وما فيش أي مشاكل .. والناس زي الفل والجمهور أصله طيب .. وسيفاجأ الجميع في يوم ما بهذه الجماهير وهي تتحول إلى شئ أخر تماما ووقتها سيخرج علينا الجميع أيضا ليقول .. عايزين يا جماعة نحارب التعصب والفوضى.. وبالطبع لن ينسى أن يشكر السادة المسئولين !!