هل جربت الجفاء هل جربت العطاء بدون مقابل؟!.. هل جربت قسوة الحب مقابل الصد والجفاء؟!.. هل جربت أن تحب وتخلص في الحب وتتفاني في حبك وحبيبك يقابل الحب بالهجر .. والقرب بالبعد .. والود بالصد والنهر. شعور رهيب مخيف فهل جربته؟!!!.
بعضنا قد تعرف علي الحب بعضنا قد صادف الحب في حياته وعاشه والبعض الأخر مازال يبحث عنه يرجوه يتمناه يدور ويدور باحثا عنه قد يجده وقد يقضي عمره في
البحث. لكن إن صادفت الحب في طريقك فقد وجدت نفسك وعرفت روحك وكيانك ساعتها تجد العالم غير العالم اليوم غير كل يوم الشمس تشرق لكن ضياءها أصبح مختلفاً
القمر يسطع بنوره لكن اشعته تخترق قلبك وتضئ أرجاءه ساعتها فقط تعرف أنك قد صادفت الحب الصادق. عندما تجد من تفديه بروحك وتعطيه ولا تنتظر ردا ولا جوابا
عندما تجد روحك تهيم معه ونفسك تتشوق لرؤياه وتجد قلبك دون إرادة مشدود له ساعتها فقط تكون قد عرفت الحب.
لكن هل حبيبك هذا يحبك؟ هل مستعد للخوض معك في بحار الأشواق العميقة هل يستطيع أن يحيي لك وبك ومن أجلك فقط. هل حبيبك هذا الذي حببته مستعد لان يفديك كما
تفديه مستعد للتخلي عن بعض احتياجاته من أجلك ليعطيك حبا وحنانا مثل ما تعطيه، ليعطيك من دفئه مثل ما تمنحه ليسرح معك في عالم وردي خال من الماديات
والسخافات. عالم لا يجمع إلا انت وهو في مكان جميل في ظل غمامة شوق وسحابة عشق لتغيم علي اشواقكم في حنان، وحين يجرفها الطيار تتساقط عليكم قطرات هيام وشوق وحنين. ما أشقي أن تعشق وتخلص وتعطي وتجد من تحبه يقابلك بجفاء. ما أصعب قلب أحب وعشق وهام شوقا وحنانا في محبوبه ومحبوبه هائم في عالم آخر سارح في دنيا أخري
تختلف عن دنياه. وقد يتهمه بالخيانة وقد يتهمه ايضا بعدم الحب والعشق وهو المتيم الهائم في عشقه وهواه. ما أقسي أن تحارب وتسارع من أجل حبيبك وهو غير مستعد
للتضحية معك ولو بالقليل غير مستعد لخوض المعارك معك ولك. ما أصعب أن تجد أن أكبر منافس لك في حربك للفوز بقلب الحبيب هو حبيبك وقلبه الهائم في عالم آخر بعيدا
عنك وعن حبك. ساعتها تتسارع بداخلك الهواجس تقتلك الغيرة والحيرة تمزق قلبك وتقتل الشوق بداخلك تقتل حبا نما وعاش في داخلك تمزق شوقا عشت له وبه ومن أجله.
نعم ما أقسي الجفاء في الحب وما أصعب الصد مقابل العشق ما أقسي أن تعشق ولا تعشق ما أصعب ان تعطي ولا تجد مقابلاً ما أصعب أن تبذل الحب والشوق والحنان وتجد
حبيبك مع عالم أخر عالم مادي سخيف او عالم تملأ سماءه نيران الغيرة الحارقة ساعتها تكره نفسك تكره حياتك التي بذلتها من أجل حبيبك وهو ضحي بها وبكل شيء وهام في
عالمه. نعم تكره كل شيء لكن صعب أن تكره حبيبك فالحب لا يزال ينبض بداخلك وسيبقي رغم كل شيء. فالقلب الذي أحب والذي أخلص واعطي بدون انتظار مقابل لايمكن
يوما أن يكره. لكن وكما يحتاج كل شيء إلي الماء كي يحيا فحبك أيضا يحتاج لان يرتوي من نبع حبيبك شوقا وحنانا. ان الحب مثل النبتة الصغيرة الناضجة تحتاج إلي دفء
المشاعر لكي تحيا وتحتاج لقطرات العشق والشوق لكي تنمو وتحتاج اكثر واكثر إلي انفاس الحبيب لكي تستنشق عبير الحياة ولكي تستمر وتنمو وتستطيع البقاء. لكن في وسط
صراعات الجفاء ونيران الغيرة والماديات هيهات أن تجد المروي وهيهات أن تجد انفاس الصباح فإن احقاد الجفاء تقتل كل شيء فهيهات هيهات ان تجد نبضات الحبيب أو أن
تشعر انفاسه الدافئه تلهب وجهك فلقد لاف طيرك علي غيرك ولا عزاء لقلبك العاشق. فلتصارع وحدك لتحيا لكن حبيبك لن يكون لك لأنه اختار أن يكون لغيرك أو اختار أن
يحيا مستسلما بعيداً لا يريد انا يصارع معك ولا أن يحارب من أجلك فهل انت ترضي وهل ستترك طيرك وحيدا ليطير بعيداً عنك أو انك ستصارع معه ومن أجله حتي تستلم
موضوع: قسوة الجفاء 
الإثنين 7 يناير - 13:48:36
